قال شيخ أهل الشام خالد بن معدان
"ما من آدمي إلا وله أربع أعين: عينان في رأسه يبصر بهما أمر الدنيا، وعينان في قلبه يبصر بهما أمر الآخرة، فإذا أراد الله بعبده خيرًا فتح عينيه اللتين في قلبه فأبصر بهما ما وعد بالغيب، فآمن الغيب بالغيب
أين عينا قلبك؟ لو كان في قلبك قنطار يقين... مثقال يقين ... ذرة يقين ... لبلغت مقام الصالحين ولزاحمت في الجنة المتقين، ولما شغلتك دنيا عن آخرة، ولما ألهتك غانية عن جارية، لأن عَيْنَى قلبك مفتوحتان ليس فيهما عمش أو قصر نظر
]عينا رأسك تُريانك المال الحرام نعيمًا، وترفًا، لكنَّ عيني قلبك تُريانك إياه جمرة من نار تحرق بها نفسك.
عينا رأسك تُريانك الخلوة غيابًا عن الرقيب وفرصة للانفكاك من عيون البشر، لكن عيني قلبك تُريانك الله عليك شهيدًا ولأعمالك رقيبًا فلا فارق عندك بين سر وجهر أو باطن وظاهر.
عينا رأسك تُريانك الجهاد في سبيل الله قمة الهلاك، وإراقة للدم في غير فائدة، وفراقًا للأهل والزوجة والأبناء دون مقابل، لكن عيني قلبك تريانك الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام وسبيل سكنى الفراديس ومهر الحور العين.
عينا رأسك تريانك الفقر مفسدة وقلة المال تهلكة وشظف العيش غضبًا من الله، لكن عيني قلبك تُريانك إياه اختبار رضا وصيانة لك من مال لا تؤدي حقه ولونًا من ألوان الجهاد.
عينا رأسك تريانك الدنيا هي العليا والآخرة هي السفلى، لكن عيني قلبك تُريانك الدنيا ممرًّا لا مقرًّا، وسرابًا لا حقيقة، ومزرعة تبذر فيها بذور خير تحصدها ثمارًا تتدلى من شجر الجنة إن شاء الله
موجز القول
]اليقين هو العين الثاقبة التي تريك الأعمال على حقيقتها، فما كان لك في الآخرة أمضيته، وما كان عليك في الآخرة أعرضت عنه وطرحته، كم من عين مبصرة وبصيرته عمياءوقلب ينبض ولا روح فيه، وأناس يمشون على الأرض وهممهم في القبور منذ زمناقتباس من كتاب ( رحلة البحث عن اليقين )