إنكسار القلوب
حين ينزف الألم من قلوب قدتحجرت من قسوة معاناتها
فتعبرهذه القلوب ناشدة قول الشاعر:
" إحرص علي حفظ القلوب من الأذى...فرجوعها بعد التنافربعسر
إن القلوب إذا تنافرودهامثل الزجاجة كسرها لا يجبر"
ـــــــــــــ
وقلوبنا هنا باتت مثل الزجاجة السليمة
التي تحتوي علي مختلف أحاسيسنا
وهي في حالة ترابط
فإذا تحطمت وتبعثرت الزجاجة الي شظايا متناثرة
فإنه يستحيل إرجاعها الي سابق عهدها
و حيث تمثل أحاسيسنا هنا بهذه الشظايا المبعثره
فماذا نقول لقلوبنا؟ وكيف يمكن أن نصف صدهم لنا؟
ومن الغريب أن نسمع نواح ذاتنا
الذي ينتج بعطائها بلا حدود من نبع وفاءها ونقاء سريرتها
ونتعمق في أعماق ألمنا وهويصرخ
بأنه دفع ثمنامن براءة فطرته التي خلق عليها
وأعطي حبا وتضحية بدون انتظار مقابل
ناسين أنفسنا, مقابل إحتياج الآخرين لنا
ومدفوعين فقط بإخلاصنا في العطاء المجرد
لأن الشعورالأمثل بالسعادة عادة يكون في العطاء أكثر منة في الأخذ
وهذا هو المفهوم الصحيح والمعني الحقيقي للسعادة
إذ يتمثل في إعطاء الأمل.. لتحقيق نجاح..و خلق تفائل
سواء أكان في معناه المادي أو المعنوي
حيث يعتبر هذا في شتي الظروف وقفة إنسان بمعني الكلمة
ولكن كيف لو كان ذلك حبيبا وشريكا؟..
خاصة أنه عندما تعطي فإن تفسيرنا يكون أنه يستحق هذا الحب ..
ويخيل إليك عنذئذ وكأنك تعطيه لنفسك
لأن ماتعطيه ستجنيه لها
ولكننافي غمرة هذا العطاء ننسي أن نتقي شر من نحسن إليهم
ويؤسفنا بل يكسرنا حينئذ
أن ما فعلناه لهم وما فعلوه هم بنا في المقابل ...
وأنا لا أقول هنا أننا ننتظرونتوقع منهم ردا لعطائنا
بل نتوقع فقط ألا يكون الرد علي معروفنا و صنيعناجحود وأنانية وتناسي .
هذافي الوقت الذي اعتدنا فيه وجودهم
بل و يمكن أن نبكي بحثا عنهم
وأعيننا تحمل براءة طفل ينادي من ألم فراقهم
وترجومنهم البقاء وتتوسل لهم عند ذهابهم أن يعودوا
لأن ذلك يفوق إحتمالنا ولكن لا حياة لمن تنادي
فقدأصموا آذانهم وأغلقوا أبوابهم
وهذا بوازع من ضمائرهم المريضة
وتتسائل قلوبنا وتجيب بسؤال وتلتمس لهم العذرفي كثير من المواقف
و لكن خيبة الأمل تدفع بالحزن في نفوسنا
حيث تغيم حياتنا بلا أمطار وتبدأ رعود القرارات التواصل ام الرحيل
ونحتار امام قلوبنا لا يفهم منطق المفروض.. ويبكي اعيننا ومن كثرت بكاءآتنا
تصحوكرامتنا لتصفع ارض الحائط وتضع حدا للألم ونستيقظ من غفوة العطاء
وتر جعنا لذاتنا فنلملم بقاياناونعود من جديد نعاود اصلاح ما مزق من إحساسنا
ونبدا نضمض جراحنا وحتي المشاعر الجميلة التي احسسناها من قبل
تصبح مقرونة بمعاناة الخديعه
وعندما تبدأ الذكريات في انخمادهاويبدأ القلب في التقبل الواقع
نراهم قد ظهرو مرة اخري في ساحة حياتنا آملين بلعوده و العفو والغفران
باعزارهم الوطيده ومكرهم باستمرار الخديعه محاولين جلبنا نحومقاصدهم
الماكرة لأحياة حبنا لهم مبررين انهم لم يقصدو وهم ناسين ان الحياة مستمرة
رغما عنهم ان بقو او رحلووتكون افضل بدونهم وليعلموان نبع العطاء لهم قد
توقف ودموعنا قد جفت ماسحه حتي صورهم من اعيننا وقد اصبح احساسنا
مثل الزجاجة كسرها لا يجبر
http://pictures.msharkat.com/u/image-57020.jpg